(بالصينية: 三年大饥荒) هي فترة في تاريخ جمهورية الصين الشعبية اتسمت بحدوث مجاعة كبيرة بين عامي 1959 و1962 يضيف بعض الباحثين إلى هذه الفترة عام 1958 أو 1962 حيث تعتبر هذه المجاعة واحدةً من أشد الكوارث التي تسبب بها الإنسان على مر التاريخ، إذ يصل عدد القتلى الناجم عنها إلى عشرات الملايين.
العوامل والاسباب :
كانت العوامل الرئيسية التي أسهمت في حدوث هذه المجاعة هي سياسات حملة القفزة العظيمة بقيادة ماو تسي تونغ (1958 إلى 1962) و تجمعات العاملين حيث اصبحوا يعملون لمددة 24 ساعة دون استراحة ودون مقابل مادي من اجل قيادة الصين لالتحاق بالدول الرأسمالية حيث خطط ماو تسي تونغ لزيادة انتاج الصين الى 128% ! وزيادة الانتاج الزراعي الى 30% حيث اقنع ماو تسي تونغ الصينين بأن زيادة الانتاج الزراعي سيجعل الصينين يتناولون 5 وجبات باليوم .. حيث قام الصينيون بتسمية ماو تسي تونغ باله الحصاد واضافة الى ذلك بناء 550 مشروع انتاجي
، بالإضافة إلى بعض الكوارث الطبيعية التي حدثت خلال تلك الفترة مثل الجفاف خلال مؤتمر الكوادر السبعة آلاف الذي عقد في أوائل عام 1962، صرح السياسي ماو تسي تونغ ن الكوارث الطبيعية ساهمت في حدوث المجاعة بنسبة 30%، في حين ساهمت السياسات التي صنعها الإنسان بحوالي 70%. بعد تدشين الإصلاحات الاقتصادية والانفتاح، صرح الحزب الشيوعي الصيني رسميًا عام 1981 أن سبب المجاعة يرجع أساسًا إلى وجود أخطاء في حملة القفزة العظيمة، بالإضافة إلى بعض الكوارث الطبيعية والانقسام الصيني السوفيتي
الأحداث:
أدت هذه الحملات المكثفة لزيادة الانتاج في الصين الى قتل كبار الملاك الذين زاد عددهم عن مليون انسان ! شعر ماو تسي تونغ بالتهديد بسبب كلام السوفيت بأن سياسات ستالين ادت للعديد من الامور السيئة في الاتحاد السوفيتي فقرر ماو تسي تونغ تغيير سياساته لتصبح اكثر شدة وصرامة لذلك خطط ماو تسي تونغ الى انشاء حملة سميت ب ( حملة المئة زهرة ) في مايو 1956 حيث كانت تدعوا الى جعل الجميع ينتقد الحزب “الشيوعي” بشكل علني وللاسف كان هذا مجرد فخ فمالذي حدث ؟ عندما بدأ المثقفين والمعارضين لإداء ارائهم قتلهم ماو تسي تونغ جميعاً حملة تطهير مخيفة اكثر من مليون شخص تم ارسالهم الى معسكرات اعادة تأهيل لتطهيرهم من الافكار المعادية للحزب الشيوعي وتعليمهم الشيوعية من جديد قرر ماو تسي تونغ انشاء حملة القفزة العظيمة للامام للالتحاق بزعامة الولايات المتحدة الامريكية على العالم في 15 سنة فقط وتخطي انتاج بريطانيا للصلب ايضاً في 15 سنة ماجعل الصينين يعملون تحت ظروف قاسية حيث جعل جميع الصينين يعملون فقط لانتاج القمح والصلب وتحويلهم الى عمال دون مكاسب مادية حيث وصلت المكاسب الى 250 غرام من الطعام يومياً رافعاً شعار ( من لا يعمل لا يأكل ) حتى وأن كنتِ حاملاً حيث ماتت العديد من الحوامل نتيجة لفقر الغذاء ولم يستطع تحقيق اهدافه حيث اجبر الصينين على اصطياد والفئران والذباب وبعض انواع الطيور ظناً منه انها السبب في فشله في تحقيق اهدافه ما تأدى الى قرب حدوث كوارث ايكولوجية ! وعندما علم ماو تسي تونغ ان اهدافه في انتاج الصلب لم تكن كافية اصبح يجلب النباتات التي يحصدها المزارع الصيني المرهق ويحرقها لتكفية اهدافه من انتاج الصلب ! ما انتج صلب رديء غير قابل للاستعمال عندما قرر الفلاحين الهرب الى المدن وضع ماو تسي تونغ حراس اصبحوا يحرسون المدن ويعيدون الفلاحيين للاراضي الزراعية لعدم وقف الانتاج ابداُ والنتيجة مجاعة تضرب الصين بشكل مخيف ومروع حيث وصفت باسوء مجاعة في التاريخ
النتائج:
انخفاض الإنتاجتزامنت التغييرات الضارة في تنظيم الزراعة وسياساتها مع وجود أنماط طقس سيئة، مثل الجفاف والفيضانات. نتيجةً لذلك انخفض إنتاج الحبوب عامًا بعد عام في الصين، كما انخفض الحصاد بنسبة 15% في عام 1959. وبحلول عام 1960، كانت النسبة تساوي 70٪ مما كانت عليه في عام 1958. وفقًا للحولية الإحصائية الصينية (1984) انخفض إنتاج المحاصيل من 200 مليون طن في عام 1958 إلى 143.5 مليون طن في عام 1960
بسبب نقص الغذاء وضعف الإقبال على الزواج في ذلك الوقت، ووفقًا للإحصاءات الرسمية الصينية، بلغ عدد سكان الصين في عام 1961 حوالي 658,590,000، أي أقل بنحو 14,580,000 مما كان عليه في عام 1959 انخفض معدل المواليد من 2.922% (1958) إلى 2.086% (1960)، وارتفع معدل الوفيات من 1.198% (1958) إلى 2.543% (1960)، في حين بلغ متوسط هذين المعدلين في فترة 1962-1965 نحو 4% و 1% على التوالي بلغت معدلات الوفيات ذروتها عام 1961 وبدأت تتقلص بشكل سريع بعد ذلك
تتفاوت التقديرات غير الرسمية لعدد القتلى، لكن الباحثين حصروا عدد ضحايا المجاعة ما بين 20 و43 مليون شخصًا يُعتقد أن الحكومة لم توثق عدد القتلى وتعمدت تخفيضه ذكر لو باو قوه مراسل وكالة أنباء شينخوا ومقرها في شينيانج للصحفي يانج جيشينج لماذا لم يصرح أبدًا حول الأمر
أكل لحوم البشر:
تؤكد تقارير وروايات شفوية منتشرة، وبعض الوثائق الرسمية، شيوع ممارسة خلال فترة المجاعة، وبسبب حجمها وتأثيرها الكبير، امتدت الممارسة على نطاق لم يسبق له مثيل في تاريخ القرن العشرين ما ادى الى الصينين لأكل بعض انواع الحشرات من شدة الجوع مثل العقارب والصراصير والعناكب
وهم الوفرة الهائلةبدأ الحزب الشيوعي الصيني في عام 1957 الإبلاغ عن إنتاج مفرط للحبوب بسبب ضغوط من القيادة العليا لتحقيق النجاح، لكن في الحقيقة، كان الإنتاج الفعلي يتناقص في جميع أنحاء الصين خلال فترة 1957-1961. على سبيل المثال:في مقاطعة سيتشوان، وعلى الرغم من انخفاض الحبوب المجمعة خلال فترة 1958-1961، إلا أن الأرقام التي أبلغت عنها الحكومة المركزية استمرت في الازدياد.في قانسو، انخفض إنتاج الحبوب بمقدار 4,273,000 طنًا من 1957 إلى 1961.أسفرت هذه من الأحداث عن ظهور ما عرف بوهم الوفرة الفائقة 浮 誇 風، إذ اعتقد الحزب أن لديهم كميات زائدة من الحبوب. لكن الواقع كان عكس ذلك، حيث كان إنتاج المحاصيل أقل من المتوسط. على سبيل المثال، اعتقدت بكين أن مخازن الحبوب ستمتلئ في عام 1960 بحوالي 50 مليار جين من الحبوب، لكنها فعليًا مُلئت ب12.7 مليار جين فقط.
كانت التأثيرات الناجمة عن وهم الوفرة الهائلة كبيرة، ما دفع بعض المؤرخين إلى الزعم أنه كان السبب الرئيسي وراء الكثير من المجاعات في مختلف أنحاء الصين ذكر يانغ دالي أن هناك ثلاثة نتائج رئيسية نجمت عن وهم الوفرة الفائقة:
أولاً، أدى هذا الوهم إلى إلى قيام المخططين بتغيير محاصيل الأراضي من الحبوب الغذائية إلى المحاصيل الاقتصادية التجارية، مثل القطن وقصب السكر، ودفع أعداد كبيرة من العمال الزراعيين إلى العمل في قطاعات صناعية، ما زاد من طلب الدولة على الحبوب المشتراة من الريف.
ثانيًا، دفع القادة الصينيين، وخاصة تشوان لاي، إلى التعجيل بتصدير الحبوب لتأمين المزيد من العملات الأجنبية لشراء السلع اللازمة للتصنيع. وأخيرًا، تسبب الوهم في جعل اعتماد قاعات إدارة العاملين الفوضوية أمرًا يبدو عقلانيًا في ذلك الوقت، وقد أسهم كل ذلك، بطبيعة الحال، في الاستنفاد السريع لإمدادات الحبوب ما ادى الى قتل الملايين وافقاد الجيل الجديد براءته ! حيث العديد منهم قتلوا عائلتهم واطفالهم لمجرد انهم اعتقدوا انهم خائنين للوطن وماو تسي تونغ ما جعل الجيل الجديد من الصين جيل تائه وضائع وضعيف.
Pingback: ثورة سبارتاكوس في روما القديمة: تمرد العبيد - مجلة كاشاريل